صور وفيديو| نرصد أعمال ترميمات كاتدرائية العباسية قبل افتتاحها 

 الكاتدرائية المرقسية
الكاتدرائية المرقسية

خمسون عاما مرت على تأسيس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والتي افتتحها قداسة البابا الراحل كيرليس السادس  في عام 1968، بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور الحبشة، والتي كانت تعد أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط في ذلك الوقت.

 

وبلغت تكلفة البناء 167 ألف جنيه قدمها الرئيس جمال عبد الناصر في صورة تبرع، بعدما أخبره البابا كيرلس بعدم مقدرة الكنيسة على تحمل النفقات لسوء الوضع المالي.

 

وشهدت كاتدرائية العباسية على مدار ٣ سنوات الماضية أعمال تجديدات وترميمات استعدادا للاحتفالات الكبرى التي تقيمها الكنيسة في نوفمبر المقبل احتفالا باليوبيل الذهبي على انشائها، حيث شكل قداسه البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لجنة لتشرف على أعمال التجديد.

 

ورصدت بوابة "أخبار اليوم" أعمال التجديدات والترميمات التي تشهدها الكاتدرائية المرقسية بالعباسية قبل افتتاحها الرسمى في نوفمبر المقبل .

 

"خلية نحل" هكذا بدأ الدكتور صموئيل متياس المشرف العام على مشروع تطوير الكاتدرائية وصفه للجنة المشرفة على ترميم الكاتدرائية على مدار ٣ سنوات حيث أوضح أن أعمال التشطيبات سوف تنتهي خلال الأيام المقبلة استعدادا للافتتاح الرسمي في 17 من نوفمبر المقبل بحضور قداسة البابا تواضروس وعدد من الشخصيات الهامة بالدولة والكنيسة، وسوف يترأس البابا قداس تدشين الكاتدرائية يوم  ١٨ نوفمبر المقبل .

 

وأوضح الدكتور صموئيل متياس المشرف على مشروع تطوير الكاتدرائية أن البابا تواضروس كان يشرف ويتابع بنفسه الأعمال التي تولتها ٤٠ شركة مقاولات، موضحا أن قداسته كان يرغب في اختيار أكثر من فنان ورسام لتجميل الكاتدرائية بدلا من اختيار رسام واحد.

 

الأيقونات والرسومات القبطية

 

أكد ميتاس أنه بناء على تعليمات قداسة البابا تم اختيار لجنة فنية من الفنانين والرسامين تضم خمسة فنانين وكان مشترط أن الفن المقدم يكون فن قبطي، وتم تقسيمهم إلى مجموعات منها مجموعة مسئولة عن أعمال حجاب الهيكل والأيقونات الموجودة في الكاتدرائية في صحن الكنيسة، المجموعة الثانية مسئولة عن أعمال ترميم الجزء الشرقي من الهيكل وكل ما يخص الجدرايات فوق الهيكل.

 

وأضاف المشرف العام على المشروع أن المجموعة الثالثة دورها في رسم قبة  الكاتدرائية، أما المجموعة الرابعة يقودها أكثر من فنان قاموا برسم الأجزاء القبلية والبحرية والغربية، مجموعة آخرى لأعمال الموزايك وقاموا بعمل الواجهة الكبيرة والخارجية كلها، وغرب الكنيسة والقبلية والبحرية .

 

وعن الأيقونات التي تم رسمها قال ميتاس إن أعمال التجديدات شملت رسم عدد من الأيقونات الحديثة منها أيقونة تمثل "الكنيسة المنتصرة" ناحية الهيكل وهي عبارة عن السبع كنائس الموجودة في سفر الرؤيا ، ولوحة أخرى تعبر عن انتشار الكرازة المسيحية في بلاد المهجر، وأيضا لوحة لقداسة البابا الراحل كيرلس السادس وهو يحمل رفات مارمرقس، وأخرى لقداسه البابا الراحل شنودة الثالث وهو يحضر رفات القديس اثناسيوس.

 

واستكمل قائلا إن هناك لوحة أخرى لقداسة البابا تواضروس مع المجمع المقدس أثناء اعترافهم بقداسة البابا كيرلس والارشدياكون حبيب جرجس، وأيقونة أخرى عن شهداء العصر الحالي وهم شهداء مصر في ليبيا، الكنيسة البطرسية، كنيسة القديسين وطنطا ونجع حمادي وسميت هذه اللوحة بـ "الكنيسة المجاهدة".

 

وفى نفس السياق أكد تاسونى سوسن المسئوله عن رسم الايقونات ان تجربة اشتراك اكثر من فنان في عمل واحد لم نعتاد عليه ، وذلك نظرا للمدارس الفنية المختلفة بين رسام وآخر، ولكن عندما طلب البابا تواضروس باشتراك اكثر من فنان شعرنا بالاطمئنان وان الامر سوف يمر بسلاسة.

 

في البداية أشارت مسئولت الايقونات انه تم وضع خطة كاملة خاصة برسم الكاتدرائية وتضم الجدريات والايقونات الموجودة على الخشب والموزايك والزجاج المعشق، وتقسيم الرسومات وتوزيع الفنانين حسب أعمالهم التى قدموها فى المسابقة، فهناك من يتميز فى الجدريات وآخرون فى الموزايك وغيرهم فى الزجاج المعشق.

 

ولفتت أن مجموعة الالوان التي تستخدم في الرسومات كانت فيها بعض من المعاناة ، موضحا ان  "البالته القبطية" معروفة ولها مجموعة ألوان وكل لون له هدف ومعنى روحى وهذا ما يميز الفن القبطى.

 

وعن الصعوبات التي وجهتهم تحدث تاسونى " سوسن " قائلا " رغم انها مجموعة واحده والألوان  ثابته ولكن هناك درجات للالوان، وهماك فنان يجب الألوان " الزاهية " واخر يفضل اللون " الهادئ " وكانت هذه مشكلة في البداية الا ان تم حلها  بالاتفاق مع باقى الفنانين على اختيار كود الألوان و كتبنا اكوادها، وشراءها من مصدر واحد وبدأ كل فنان يري الدرجات التى يعمل بها.

 

ترميمات لم تكن في الحسبان

 

أكد الدكتور صموئيل متياس انه خلال قيام افراد العمل باعمال التجديدات اكتشفوا مشاكل لم تكن في الحسبان مثل تاكل البنيه التحتيه لسلوك الكهرباء لمرور ٥٠ عاما على تاسيسها منذ انشاء الكاتدرائية مما استدعى الامر الى تجديد شبكة الكهرباء بالكامل وأعمال الإضاءة بالكاتدرائية.

 

وبجانب ذلك أضاف " متياس " انه خلال العمل تم اكتشاف تآكل" البسطة الكبيرة" المقابلة للكاتدرائية والتى ظل بها الآلاف من الاقباط وقت نياحة البابا شنودة ، قائلا "ولولا رعاية الله ماكنت تحملت كل هذا العدد، لذا تم ترميمها وعمل دعمات وعزل لحمايتها من الأمطار وعوامل الجو وتجديد لكل الخرسات.

 

وتابع أن خلال أعمال التجديدات استدعى الأمر إلى توسيع مكان الخورس الخاص للشمامسة حتى يتسوعب عدد أكبر، مؤكدا أن المشروع لم يكن "فرشه دهان" كما يتخيل البعض بل أنه عمل ضخم شمل العديد من الأعمال الفنية والمعمارية.

 

الأعمال المعمارية

 

أكد الدكتور منير عبده فام كبير أعضاء اللجنة الهندسية المشرف عن تطوير الكاتدرائية أنه فخر له أن يساهم في أعمال التجديدات نظرا للقيمة العالية للمكان.

 

وأضاف قائلا إنه حرص منذ بداية تكليفه بالعمل على تقديم صورة جيدة للتجديدات بالكاتدرائية باعتبارها وجه الكنيسة القبطية أمام العالم كله، ومعالجته الترميمات بطريقة لا تؤثر على المنظر المعماري للكاتدرائية .

 

وعن أعمال الزخارف أكد فام أن كل وحدة من الزخارف لها مدلول كنسي وروحي، لذا كان هناك حرص  شديد في استخدام الزخارف واختيار المواد التي يتم استخدامها، قائلا "استخدام  الزخارف استقيناها من المتحف القبطي والكنائس القديمة".

 

وعن العمارة القبطية تحدث فام قائلا: العمارة والفنون القبطية لها تاريخ كبير، لذلك تطلعنا على الفنون القديمة وقومنا بتطويرها لتواكب العصر الحالي .

 

واستكمل قائلا "في البداية قومنا بتجديد أماكن التي يرسم بها الأيقونات بحيث لا تتعارض مع الشكل المعماري للكنيسة وتم دراستها بشكل جيد، ومعالجة الحوائط لتكون إضافة لها.

 

وتحدث الدكتور سعد مكرم أستاذ المعمار بجامعة المنصورة وأحد أعضاء اللجنة الفنية، أنه خلال أعمال التجديدات وجهتنا بعض المشاكل نتيجة لثغرات في العزل وتمت معالجتها بشكل علمي.

 

وأضاف قائلا "إننا واجهنا تحديا كبيرا للحفاظ على التصميم القديم وفي نفس الوقت نقدمها بشكل حديث لما يحمله المبنى من قيم فنية وتاريخية ونقدمه في النهاية بصورة مشرفة".

 

ويستكمل المهندس يوسف ميلاد عضو اللجنة الهندسية لمتابعة أعمال تطوير قائلا "هدفنا الأول والأخير أن نقدم عمل بجودة ممتازة في توقيت مناسب، موضحا أن البعض يتخيل أن ثلاث سنوات مدة طويلة ولكن العمل الذي تم ضخم جدا.

 

وعن الأعمال التي تم تنفيذها لفت: تم تنفيذ أعمال الكهرباء، وهناك أشياء تم إضافتها للبنية الأساسية للكاتدرائية نظرًا لتضررها بفعل عوامل الزمن، مستطرد: أول ما بدأنا العمل سألنا ما هو التطوير الذي يرغب فيه قداسة البابا وكان الإجابة تطوير الكاتدرائية بما يليق بمكانة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع الحفاظ على روح المبنى.

 

١٢٠٠ عامل اشتركوا في العمل

 

المهندس جوزيف عبد المسيح مدير المشروع التابع لشركة أوراسكوم، تحدث عن بدايات العمل في مشروع ترميم الكاتدرائية، قائلا "عندما استلمنا المشروع لم يكن لدينا أي رسومات خاصة بتصميم الكاتدرائية إلا رسم للدكتور ميشيل باخوم وهو أشهر مهندس للإنشاءات في مصر وقتها وأحد مصممي الكاتدرائية في عام ١٩٦٨، لذا قمنا برفع المقاسات ورسمها حتى يستطيع من يريد تعديل شئ الوصول إليه لتفادي "التخريب"، ووصل عدد العاملين  بالكاتدرائية إلى 1200 عامل.

 

وتحدث جوزيف عبد المسيح  مدير المشروع، عن أهم الصعوبات التي واجهتهم أثناء عملهم وهي أن ما يقرب من أربعين مقاول شارك في العمل  لم يكن لديهم إمكانيات الشغل على ارتفاعات عالية وهي موجودة في الشركات الكبيرة، لذا تم توفير كل السقالات التي تمكنهم من العمل على ارتفاعات عالية بكل أمان.

 

وأضاف عبد المسيح أن حجم السقالات المستخدمة في المشروع هي الأكبر بعد مشروع  كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية، حيث يوجد ما يقرب من 40 ألف متر مسطح على الواجهات الخارجية و3200 متر مسطح لأرضية صحن الكنيسة والهياكل والقبة بارتفاع 40 متر لصحن الكنيسة و60 متر للقبة.

 

واستكمل قائلا: كما تم توفير سقالة للمنارة بارتفاع 90 مترا، والتي كان تركيبها مشكلة حيث يحيط بها مباني غير مصممة أنها تتحمل أوزان وارتفاع، فهناك المجلس الاكليركي ومبنى الديوان البابوي تتحمل حتى 250 كيلو جرام على السم مربع لكن السقالات التي تم وضعها كانت ستصل حمولتها 3 طن على سم مربع، فقامت إدارة الشركة بتصميم جديد.